ولکل من المرأة والرجل بحسب طبیعتهما وإحتیاجاتهما حقوق في الحیاة الزوجیة یذكرها القرآن الکریم من منظور إلهي کما أنه یحدد حقوقهما في مرحلة ما بعد ممات أحدهما.

وقال الله تعالی في الآیة 240 من سورة البقرة المبارکة "وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا وَصِيَّةً لِأَزْوَاجِهِمْ مَتَاعًا إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ فَإِنْ خَرَجْنَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِي مَا فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ مِنْ مَعْرُوفٍ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ".

فیوصي القرآن الرجل بأن یترك لزوجته متاعاً لعام كامل كما أنه للمرأة الحق في تقریر مصیرها خلال العام.

هذا ویذکر أن نمط الحیاة الإسلامیة یحدّد دور الرجل ویکلفه بمسؤولیة توفیر إحتیاجات الأسرة وإنه بعد مماته أیضاً تستمر هذه المسؤولية حسب شروط کما جاء في الآیة 34 من سورة النساء المبارکة "الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ".

ویقول المفسر الايراني للقرآن الکریم الشیخ "محسن قرائتي" لدی تفسیره الآیة الکریمة النقاط التالیة:

أولاً: علی الرجل الوصیة بجزء من ماله لزوجته بعد مماته "وَ الَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ ... وَصِيَّةً لِأَزْواجِهِمْ".

ثانیاً: یجب تأمین حیاة المرأة بعد وفاة زوجها "وَ الَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ ... وَصِيَّةً لِأَزْواجِهِمْ".

ثالثاً: قرار المرأة الزواج مجدداً بعد وفاة زوجها یجب أن یکون أساسه العقل والمصلحة وذلك لقوله تعالی "فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ مِنْ مَعْرُوفٍ".

رابعاً: التشریع الإلهی أساسه الحکمة "عَزِيزٌ حَكِيمٌ".