ایکنا

IQNA

جواهر عَلَويَّة..

الإسلام یهتمّ بالتنمية المرتبطة بكافة مناحي الحياة

19:00 - March 12, 2024
رمز الخبر: 3494956
بیروت ـ إکنا: إن الإسلام لا يعتني بالتنمية الدينية والعبادية للفرد وللمجتمع وحسب، بل ويهتم بالتنمية المرتبطة بكافة مناحي الحياة.

ورُوِيَ عن الإمام علِيَّ (ع) أنه قال: "فَضيلَةُ السلْطانِ عِمارَةُ الْبُلْدانِ".
 
عِمارَة البلاد (تنميتها) وتطويرها، ووضعها على سِكَّة التقدم، وتقديم الخدمات وتوفير الحاجات المختلفة والعَيش الكريم للمواطن، وتأمين فرص العمل، والقضاء على البطالة، واستثمار ثروات الدولة الاستثمار الأمثل فيما يرجع بنتائج إيجابية على مواطنيها، والعدل في الإفادة من مواردها، كل ذلك يعتبر المقياس لأداء الدولة والحكومة (السلطان).
 
والعِمارة تقوم على أركان عديدة من أهمها:

• حفظ كرامة الإنسان، وإعلاء شأنه، وتنمية فضائله، والارتقاء به في مدارج الكمال الإنساني لأن العمارة ليست مطلوبة بذاتها، بل مطلوبة لحاجة الإنسان إليها، فهو الغاية، وهي الوسيلة، ولذلك يجب أن ينصبَّ الاهتمام على بناء الإنسان معرفياً وعلمياً وفكرياً وأخلاقياً وسلوكياً، ومواكبته في مختلف حاجاته، وأن تكون مصلحته ونفعه والتسامي به دنيوياً وأُخرَوياً الهدف العام لأي نشاط تمارسه الدولة.

• الدِّين الحَق، والإيمان بالله، والإيمان بحاكميته على الكون كله، والرجوع إليه باعتباره مدبراً ومُشرعاً للإنسان الذي استخلفه الله في الأرض، ومن الطبيعي للمُسْتَخْلَفِ أن يحقق إرادة المُسْتَخْلِفِ له وأن يقوم بدوره الاستخلافي في الأُطُر التي حددها المُسْتَخْلِف، كي تستقيم حياته في الأرض، وتتحقَّق الغاية من وجوده فيها واستخلافه عليها.
 
• العِمارة الشاملة التي تهدف إلى بناء الإنسان والمجتمع في مختلف أبعادهما الروحية والمعنوية والمادية، وتنميتهما على هدى من الله تعالى، فكلاهما لا تستقيم حياتهما بالاقتصار على بعد واحد. فالإسلام لا يعتني بالتنمية الدينية والعبادية للفرد وللمجتمع وحسب، بل ويهتم بالتنمية المرتبطة بكافة مناحي الحياة.
 
وعليه فكل تنمية للمجتمع لا ترتكز على ما سبق، وكل إعمار ينقطع عن الله تعالى ويتوجَّه باهتمامه إلى الجانب المادي البحت للمجتمع فهو خراب ودمار، وكل انحراف بالمجتمع والفرد سواء على مستوى الأفكار والعقائد والقِيَم لا يمكن أن يُسَمَّى عُمراناً، وإن كان في ظاهره يفيد الإنسان في بعض النواحي والجوانب، لأن الإنسان ليس موجوداً مادياً وحسب، بل هو موجود يتشكل من بعدين لا ينفكُّ أحدهما عن الآخر: أحدهما مادي وله حاجات مادية يجب أن تلبيها الدولة، والثاني معنوي روحي وله حاجات في هذا الشأن أيضاً وعلى الدولة أن توفِّرها له، وترتقي بهما معاً.

وإن إعمار هذا البعد أهم بكثير من البعد الآخر، لأن جميع أزماته فإن كل أزماته تتأتّى من هذا البعد، كما أن كل نجاحاته تتأتّى منه، إذا صَلُحَ هذا البعد فيه صلح حاله في البعد المادي، وإذا ساء هذا البعد ساءت كل حياته، ولم تعرف الاستقرار ولا التقدم أبداً وقد قال تعالى: "إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ..." ﴿الرَّعد/11﴾.
 
بقلم الكاتب والباحث اللبناني في الدراسات القرآنية السيد بلال وهبي
 
تابعونا على شبكات التواصل الاجتماعي:
captcha