ایکنا

IQNA

جواهر علوية...

الإسلام أوجب طلب العلم على كل مُسلم ومُسلمة

20:45 - November 21, 2023
رمز الخبر: 3493533
بيروت ـ إکنا: قد أوجب الإسلام طلب العلم على كل مُسلم ومُسلمة، وكرم الله العلم واعتبره من أعلى الفضائل، وسبباً لكل فضيلة، وكرَّم العلماء ورفع درجاتهم في الدنيا والآخرة، ولم يُساوِ بين الذين يعلمون والذين لا يعلمون.

وروِيَ عن الإمام علِيَّ (ع) أنه قال: "سَلْ عَمّا لا بُدَّ لكَ مِنْ عِلْمِه وَلا تُعْذَرُ في جَهْلِه".

وطلَبُ العِلم والمَعرفة رغبة إنسانية جامحة، يولَد الإنسان وتولَد معه سلسلة متواصلة من الأسئلة تستمر معه إلى أن يدركه الموت، تراه مَنهوماً بطلب العلم، لا يقف عند حدِّ في طلبه، ولا يكفيه كل ما يُحَصِّله منه، كلما عرف شيئاً رغب في المزيد، فالعلم لا مُنتَهى له، والمَجهولات بالنسبة إليه أكثر من تُدرَك، وقد ذكر الله تعالى هذه الحقيقة الكبرى بقوله: "...وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا ﴿الإسراء/ 85﴾.

إن العلاقة بين العلم والحياة الإنسانية شبيهة بالعلاقة بين الروح والبدن، فكما أن البدن لا يحيا ولا ينمو إلا بالروح، كذلك الحياة الإنسانية لا يمكن أن تستقيم وتتطوَّر وتتصف بالحَيوية والفاعلية إلا بالعلم، يستوي في ذلك الأفراد والأمم بل والمجتمع الإنساني برمته، وكل التطوّر الذي شَهِدَته وتشهده وستشهده الحياة الإنسانية في مختلف المجالات لم يأتِ من فراغ، ولا من صُدفة، بل هو مدين للعلم والمعرفة، ومرهون بالمزيد منهما.
 
ولذلك أوجب الإسلام طلب العلم على كل مُسلم ومُسلمة، وكرم الله العلم واعتبره من أعلى الفضائل، وسبباً لكل فضيلة، وكرَّم العلماء ورفع درجاتهم في الدنيا والآخرة، ولم يُساوِ بين الذين يعلمون والذين لا يعلمون.

 العلم والمعرفة من أهم الطرق إلى قرب الله تعالى

وكشف عن أن العلم والمعرفة من أهم الطرق إلى قرب الله تعالى والتخلُّقِ بصفاته الكريمة وأسمائه الحُسنى، وقد نَصَّ الله تعالى على كلِّ ذلك في كتابه الكريم.

ورُوِيَ عن رسول الله (ص) أنه قال: "إذا أَتَى‏ عَلَيَّ يَومٌ لا أَزْدادُ فِيْهِ عِلْماً يُقَرِّبُني إلَى اللَّهِ تَعَالى‏ فَلا بُورِكَ لي في طُلوعِ شَمْسِ ذَلكَ اليَومِ" ورُوِيَ عن الإمام جعفر الصادق (ع) قوله: "لَو عَلِمَ النّاسُ ما في طَلَبِ العِلمِ لَطَلَبوهُ ولَو بِسَفكِ المُهَجِ وخَوضِ اللُّجَجِ".
 
ومِمّا لا شَكَّ فيه أن السؤال مفتاح خزائن العلم، فما من قضية يبحث عنها العالم والمتعلم إلا ويطرحان على نفسيهما عشرات الأسئلة المتصلة بها وبفهمها، مثل: لماذا، وكيف، ومتى، وسوى ذلك من الأسئلة، وما دام العلم لا ينتهي كذلك السؤال لا ينتهي، وما دام الإنسان يطرح أسئلة فلا بُدَّ أن يجد لها أجوبة ولو بعد حين. وقد رُوِيَ عن رسول الله (ص) أنه قال: "السُّؤالُ نِصفُ العِلمِ" ولا شك أن الجواب نصفه الآخر.

وفي حديث آخر يحثُّ رسول الله (ص) على طرح السؤال سواء كان من عالم يطرحه على نفسه، أو كان من مُتعلِّم يطرحه على العالم، فقد جاء عنه أنه قال: "العِلمُ خَزائنُ ومَفاتِيحُهُ السُّؤالُ، فَاسألُوا رَحِمَكُمُ اللَّهُ فإنّهُ يُؤجَرُ أربَعةٌ: السائلُ، والمُتَكلِّمُ، والمُستَمِعُ، والمُحِبُّ لَهُم".
 
ثم إن العلم باعتبار الحاجة إليه أصناف: فمنه ما يكون ضرورياً لكل إنسان لا يمكنه الاستغناء عنه بحال من الأحوال، ومنه ما يكون ضرورياً لصنف من الناس، ومنه ما يكون مفيداً ولكنه ليس ضرورياً فيمكن الاستغناء عنه. 
 
ومما لا شك فيه أن العلم الذي لا يستغني عنه أحد هو الذي يجيب على أسئلة الإنسان الوجودية، فيحدد له الغاية من وجوده، ودوره في الحياة، ومساره فيها، ومصيره بعدها، وما يحتاج إلى معرفته مما هو ضروري لحياته المادية والمعنوية، ومن أبرز مصاديق هذا العلم معرفة الله، ومعرفة الدين والشريعة والأخلاق، فهذه علوم ضرورية ولا يُعذَر المرء بجهلها، وكذلك معرفة ما هو ضروري لحياته سواء كانت علوما دينية أو دنيوية. وعلى هذه العلوم يجب أن يصب المرء اهتمامه ويبذل في تحصيلها جهوده. 

بقلم الكاتب والباحث اللبناني في الدراسات القرآنية السيد بلال وهبي

تابعونا على شبكات التواصل الاجتماعي:
captcha