أشار إلى ذلك الكاتب والمحلل السياسي اللبناني الدكتور "ناجي أمهز" في مقابلة خاصة مع وكالة الأنباء القرآنية الدولية"إكنا" حول عملية "طوفان الأقصى" العسكرية التي بدأتها فصائل المقاومة الفلسطينية، السبت 7 أكتوبر 2023، ضد العدو الصهيوني.

وحول عملية طوفان الأقصى وأبرز تداعياتها على العدو الصهيوني قال "إن ما حصل في عملية طوفان الأقصى كان له تداعيات كبيرة على الكيان الصهيوني الغاصب وهذه التداعيات لم تكن فقط عسكرية بل أيضا على مستوى السقوط السياسي المدوي".

وأضاف "إن هذه العملية أثبتت أن العدو الصهيوني فشل فشلاً ذريعاً في العملية الاستخباراتية في رصد مثل هذا العمل".

وأردف الدكتور ناجي أمهز قائلاً: "إن العدو الصهيوني يحصل على الكثير من الضمانات الغربية ومن بعض الدول العربية الرجعية التي كانت تسعى دائما لدعم الكيان الصهيوني وآخرها حديثها عن التطبيع مع الكيان الصهيوني وكل هذه العوامل جعلت العدو الصهيوني يفكر بنوع من الأمان بأنه بعيد عن أي عملية عسكرية ولن يستطيع أحد أن يتجاوز هذا التفوق العسكري الذي يروج له الإعلام العبري والإعلام الصهيوني".

وأكد الخبير السياسي اللبناني "جاءت هذه العملية لتثبت أن محور المقاومة وأن فلسطين قادرة على صناعة الفرق الكبير؛ قادرة على إيلام العدو؛ قادرة على تدمير الكثير من عتاد العدو والوصول إلى مستوطناته".

وحول أهم الإنجازات النوعية لهذه العملية قال الخبير في شئون المقاومة الإسلامية "إن العدو الصهيوني لم يستطع أن يصل إلى معلومات مبدئية مما كانت تعدّه المقاومة خلال أشهر وهذا الأمر يمكن البناء عليه بأن العدو أصبح متآكلاً على المستوى الاستخباراتي والعسكري وأيضاً يثبت بأن العدو الإسرائيلي أصبح خارج المعادلة العسكرية ضمن الأراضي الفلسطينية بما يعني أن هناك الكثير من المفاجئات كـ التي حصلت السبت".

وأردف مبينا "أهم ما قدمته عملية طوفان الأقصى هو بأنها استطاعت أن تكسر هذه الصورة للعدو الإسرائيلي وأن تثبت بأن إسرائيل هي أوهن من بيت العنكبوت كما أكد السيد حسن نصر الله".

واستطرد موضحا "كل هذه حركات المقاومة التي تقود المعركة ضد العدو الصهيوني والتي طالما سعى الشهيد الكبير الجنرال "قاسم سليماني" إلى تدريبها وتزويدها بما أمكن من عتاد ودعم مادي ومعنوي؛ كل هذا الإطار يرسم بأن إسرائيل بدأت بعصر الأفول".

وأكدّ في معلومة ميدانية هامة بأن "هناك حديث بأن العدو الإسرائيلي مستعد أن يقدم كافة الضمانات فقط من أجل سلامة الأسرى الموجودين لدى المقاومة وهو مستعد للإفراج عن كافة الأسرى في سجون العدو".

ودعا الشعب الفلسطيني خارج قطاع غزة المحاصر للانضمام إلى المقاومين قائلا "ندعو الشعب الفلسطيني في أن يواكب هذا الانتصار الذي حققته المقاومة الفلسطينية وأن يقتحم ما يمكن اقتحامه من مستوطنات وبيوت وأن يستعيد حقوقه المسلوبة بسبب هذا الطغيان الذي يمارسه العدو الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني الأعزل".

وحول المستقبل السياسي لرئيس وزراء الكيان الصهيوني بعد هذه العملية قال "حتما اليوم لا يشبه الأمس واليوم لن يشبه الغد بل تغيّرت المعادلات وتغيّرت المعطيات وإن العدو الإسرائيلي تلقّى صفعة كبيرة جدا لا يمكن تمريرها ولا يمكنه أن يقلل من حجمها ولا يمكنه الحديث عن أنها شيء عابر. لقد خسر خلال 24 ساعة ما لم يخسره خلال حرب الـ 6 أيام عندما كانت هناك حرب كبرى مع دول الطوق للعدو الإسرائيلي".

وأضاف الدكتور ناجي أمهز "هذا العدد الكبير من القتلى والجرحى والأسرى للعدو الصهيوني يخلق معادلة بأن العدو الإسرائيلي فقد كثيرا وهو فقد هَيبَته ومكانته ولم يعد يستطيع أن يتكلم عن نفسه بأنه القوة الوحيدة القادرة على صناعة القضايا في الشرق الأوسط بل هو أصبح اليوم أسير هذه المعادلة السياسية والاستراتيجية التي فرضتها المقاومة بالأمس".

وأكدّ الخبير السياسي اللبناني بأن "كل المعطيات تؤكد بأن العدو الصهيوني قد انتهى وهو اليوم يبحث عن ملجأ".

وأكد إن "الجميع يدرك بأن نتانياهو خسر أوراقه منذ اللحظة الأولى منذ وصوله إلى الحكم وضمن ما حصل داخل الكيان الغاصب الصهيوني عندما واجه مظاهرات تطالب بتنحيه بعد فشله في تحقيق أي نتائج سياسية أو عسكرية في محاولة الصراع مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية".

وأردف "أيضا عندما تكلم نتانياهو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة مطالبا الدول بأن تقوم بعمل عسكري ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية فهو خسر أيضا لذلك فإن نتانياهو هو سقط قبل عملية طوفان الأقصى".

وفي معرض حديثه عن المستقبل السياسي للرئيس الإسرائيلي أضاف إن "نتانياهو الآن أصبح يعاني من أزمة داخلية ومن عُزلة دولية تحدّث عنها الرئيس الأمريكي الذي رفض مرارا وتكرارا استقباله بل استقباله الأخير كان على الهامش لأحد المؤتمرات الدولية المنعقدة لذلك فإن نتنياهو ربما الآن يقوم بإعلان الإفلاس السياسي".

وحول إنجازات عملية طوفان الأقصى في تذليل طموحات نتانياهو قال "اليوم استطاعت عملية طوفان الأقصى أن تضع حدّاً لحركة نتانياهو السياسية وأيضا تضع حدّاً لأحلامه للصهاينة أو طالما كان يعتقد نفسه بأنه أحد الجنرالات المؤسسين للكيان الصهيوني".
وأكدّ بأن "نتنياهو قد انتهي؛ نتانياهو بانتظار محاكمة؛ نتنياهو اليوم يسعى أن يخرج من الحكم بأقل خسائر بعد الخسارة الكبيرة التي أصيب بها الكيان الغاصب برمته".

وفيما يخص الدول المُطبّعة والتي تريد التطبيع مع الكيان الصهيوني ومصير هذا التطبيع بعد عملية طوفان الأقصى قال الخبير السياسي اللبناني إن "أول المتضررين من عملية طوفان الأقصى هي هذه الأنظمة العميلة الرجعية التي أصيبت بنكسة".

واستطرد قائلا إن "ما حصل بالأمس فضح زيف هذه النظم العميلة التي كانت تعمل كل ما يمكنه فعلها من أجل الكيان الغاصب الصهيوني ولكن بعد عملية طوفان الأقصى أعتقد بأننا أمام مرحلة جديدة تجعل الذين كانوا يتحدّثون عن التطبيع لا يمكنهم المجاهرة بهذا".

وأردف مبينا "نحن اليوم أمام مشهد جديد لا اعتقد أن الشعوب العربية تستطيع أن تبقى صامتة تجاه ما يحصل اليوم لذلك التطبيع اليوم سقط مع طوفان الأقصى كما سقط نتانياهو وسقط الرهان على الغرب الذي لا يستطيع أيضا أن يفعل شيئا في هذه المعادلة الكبرى".

وقال الدكتور ناجي أمهز "اليوم هناك أكثر من محور والمعركة مفتوحة والجميع ينتظر ما يمكن أن تعلن عنه المقاومة بينما العدو الصهيوني غارق في البحث عن حلول هنا وهناك يستجدي بعض أصدقاءه من العملاء في النظم العربية علّهم يخلصونه من هذه الأزمة".

تابعونا على شبكات التواصل الاجتماعي: