ایکنا

IQNA

أكاديمي عراقي في حوار لـ"إکنا":

الإنسانية في عالم الیوم بحاجة إلى المنقذ العالمي ليبسط العدل في ربوع المعمورة

9:25 - May 07, 2022
رمز الخبر: 3485771
بغداد ـ إکنا: أشار الأكاديمي العراقي والأستاذ المساعد في جامعة "ذي قار"، "الدكتور ستار قاسم عبدالله" الى أن كثيراً من الشعوب تعاني من الويلات والحرمان في ظلّ ما هو سائد من أنظمة إستبدادية وقمعية، فلهذا صارت الانسانية بحاجة ماسة الى وجود المنقذ العالمي الذي تترقبه البشرية ليبسط العدل في ربوع المعمورة.

الانسانية فی عالم الیوم بحاجة ماسة الى وجود المنقذ العالمي ليبسط العدل في ربوع المعمورة /آماده

وقال ذلك، الأكاديمي العراقي والأستاذ المساعد في جامعة "ذي قار" کلیة العلوم الاسلامیة قسم علوم القرآن، "الدكتور ستار قاسم عبدالله"، في حوار خاص له مع وكالة الأنباء القرآنية الدولية(إکنا)، مشیراً إلی أن كثيراً من الشعوب تعاني من الويلات والحرمان في ظلّ ما هو سائد من أنظمة استبدادية وقمعية، فلهذا صارت الانسانية بحاجة ماسة الى وجود المنقذ العالمي الذي تترقبه البشرية ليبسط العدل في ربوع المعمورة وبوجود هذه الدولة على يد القائم من آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) تعيش الانسانية عهداً جديداً من الأمن والرفاه الاقتصادي والعدالة الاجتماعية.

وفي معرض حديثه عن الحكمة والفلسفة الأساسية لظهور منقذ البشرية، قال إن فكرة المصلح والمنقذ تشير الى تأصيل قضية الامام المهدي(عليه السلام) فالاعتقاد بها عالمي يستند على حتمية ظهور المخلص والمنقذ الذي تنتظره جميع الأديان والملل والاختلاف واقع في شخص هذا المصلح وولادته وتوقيت ظهوره والقضية ليست مجرد حديث عن شخص مختلف فيه وفي وجوده أو ظاهرة يتم التنظير لتفسيرها بل هي مسألة ترتبط أشد الارتباط بالواقع، ترتبط بالحاجة لنشر الخير والمحبة بين بني البشر فالهدف من ظهور الامام المهدي(عج) هو اقامة الحضارة الكونية وهذه الفكرة -أعني فكرة المخلص تنسجم مع سايكولوجيا الانسان وما في عقله ومع حالته الاجتماعية ونظمه السياسية فضلاً عن كونها عقيدة سماوية روحية فقضية الامام المهدي المنتظر المنقذ والمخلص للعالم أجمع موجودة وتتطور عند البشر كلما أحست البشرية بالحاجة الى هذا المنقذ وماكان الأنبياء والرسل بمعزل عن فكرة هذا المنقذ التي تتلخص في السعي الى اسعاد البشرية ودفع الشرور وتحقيق العدالة الالهية وتصبح الحاجة ملحة لهذا المنقذ كلما أحست البشرية بالحيف وتعدي الحدود من قبل الحاكمين والمستغلين ولايختلف البشر في ذلك وان اختلفت معتقداتهم في شخص هذا المنقذ أو المخلص ان عقيدة الانتظار موجودة عند معظم الأديان فهي موجودة قبل ظهور الاسلام هذا الأمر يؤكد على قوة الاسلام كما يؤكد على قوة الدين وتمثيله لحاجة النفس البشرية وما تصبو اليه من السعي لتأسيس حياة حرة كريمة وعلى وفق ما يتفق مع الفطرة التي فطر الناس عليها.
 
وحول هيكلية النظام السياسي المهدوي، قال الدكتور ستار قاسم عبدالله إن القانون الأساسي والنظام الحكومي لدولة الامام المهدي(عليه السلام) قانون ونظام الهي خالص فيه جميع أمور الكون أي أنه في ربوع دولة الامام المهدي(عليه السلام) تتوفر امكانيات أم تكن معهودة من قبل وفي كافة الصعد وفي كل مفصل من مفاصل الحياة، ذلك انها دولة العدل الالهي التي يتوق اليها المنتظرون الحالمون هذا الوعد الالهي الذي جاء مكتوباً في التنزيل المقدس في قوله تعالى "وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ" فضلاً عن المدونات الحديثية المروية عن النبي المصطفى(صلى الله عليه وآله وسلم) هذه الأحاديث التي تشير الى خصوصية هذه الحكومة فهي أمل الآمليين ومنتهى رغبة الراغبين وفي ضوء ذلك تكون الحياة في دولته المباركة الشريفة هي الحياة الطيبة حياة العزة والكرامة ويعيش الناس سعادة لانظير لها وذلك على وفق ما قدر الله لهذه الدولة وببركة قيادة الامام المهدي (عليه السلام) فنظام دولته نظام فريد في نوعه موفق في كل المجالات ذلك انه نظام يقوده إمام معصوم ومقتضى العصمة أن تكون الحكومة بالشكل الانف الذكر ذلك ان الامام متصل برب العالمين ومسدد بأصح الاراء يؤيده في ذلك روح القدس ويرافقه ملائكة الله المقربين فهو خلافة الله في أرضه وحكومة الله في خلقه عظيم كعظمة السماء وثابت كثبات الأرض في أتم تقدير وأكمل تدبير فهو النظام الالهي المحكم وهو الذي أتقن كل شيء صنعه وعرف ما يصلح خلقه فقيادة دولة الامام المهدي(عج) يمدها رب العالمين بأفضل ما كان يمد به الأولياء فالامكانيات التي تتاح لدولة الامام المهدي(عج) ما أتيحت لأي نبي أو وصي قبل دولته (عليه السلام).

وفي معرض حديثه عن أسس وأهداف دولة الامام المهدي(عليه السلام) العالمية، قال الأكاديمي العراقي: "تدلّ الايات الشريفة المفسرة بظهور الامام المهدي(عليه السلام) والأحاديث النبوية الشريفة التي تشير الى هذا الأمر على أن مهمة الامام المهدي (عليه السلام) ربانية متعددة الجوانب كبيرة الأهداف، فأهداف هذه الدولة والمنحى الذي تنحوه ينسرب الى كل مفصل من مفاصل الحياة وبدا يكون من أهداف دولته احداث التغيير الجذري في الواقع الفاسد الذي تعيشه الأمة قبل ظهوره (عليه السلام) هذا التغيير يشمل كل مفاصل الحياة الانسانية على وجه.

وصرّح الأستاذ المساعد في جامعة "ذي قار" العراقية أن الأرض فالدولة المنتظرة تؤسس لواقع جديد بكل ماتعنيه الجدة من معنى فمهمة الامام المهدي(عليه السلام) لم تكن منحصرة في انهاء الظلم وبعث الاسلام المحمدي الأصيل واقامة الحضارة الربانية بثوبها الجديد فهي فضلاً عن ذلك تضطلع بمهمة تطوير الحياة البشرية تطويراً مادياً كبيراً فالفارق يصبح بينا فيما كانت الحياة عليه قبل دولته(عليه السلام) بالنسبة لمظاهر الحضارة المادية على كل الصعد والمستويات فمن أهداف دولة الامام المهدي(عليه السلام) تطهير الأرض من الظلم والجور الذي لحق بالأمة من جراء تسلط الطواغيت والظلمة ومهمة المهدي(عج) هنا تقويم انحراف الأمة وذلك بانزال قانون السماء وجعله دستوراً تسير الأمة على هديه وبذا يتم استئصال الظلمة الذين تسلطوا على رقاب الناس وأذاقوهم الذل والهوان وهذه المهمة عهد معهود من رسول الله ورد في المدونات الحديثية يؤشر فيه مهمة الامام المهدي(عج) ويشير الى المرحلة التأريخية والظرف الموضوعي الذي يتم فيه ظهور الامام ليمارس مهمته الاصلاحية التي منها بعث الاسلام عالمياً ومن صفات الامام في حدود هذه المهمة الرسالية انه مطلق اليد في حكم المعمورة ليعم الأمن والسلام والعدل ومن ملامح هذه الدولة ان الأرض تعمر ويعم الرخاء الاقتصادي والعمران.

حول ضرورة تأسيس الحكومة العالمية، أشار الدكتور ستار قاسم عبدالله الى أنه رغم التطور الهائل الذي شهدته المجتمعات البشرية في ظل العولمة وظهور المخترعات والتطور التكنولوجي الهائل في العالم إلا انه لازالت البشرية ترزح تحت نير الظلم وتفتقد للعدالة الاجتماعية فكثير من الشعوب تعاني من الويلات والحرمان في ظل ما هو سائد من أنظمة استبدادية وقمعية، وبذا صارت الانسانية بحاجة ماسة الى وجود المنقذ العالمي الذي تترقبه البشرية ليبسط العدل في ربوع المعمورة وبوجود هذه الدولة على يد القائم من آل محمد (صلى الله عليه واله وسلم) تعيش الانسانية عهداً جديداً من الأمن والرفاه الاقتصادي والعدالة الاجتماعية فضلاً عن التطور التكنولوجي ذلك ان من أهداف حكومة الامام المهدي(عليه السلام) التي تختلف عن أهداف العولمة هي تحقيق العدالة الاجتماعية والارتقاء بالمجتمع الى الكمال المنشود وفي هذه الدولة العالمية يكون الايمان بالله هو القانون في إدارة النظام العالمي وفي هذه الدولة كذلك يتم ترسيخ السلام والأمن وابعاد شبح الحروب والخصومات والأحقاد وبذلك تتأسس الحكومة الاسلامية العالمية والدولة الكريمة التي من معالمها البلوغ بالعلم والازدهار الفكري لدى الانسانية الى كماله النهائي وعلى وفق ذلك تكون البرامج التي تقدمها حكومة الامام المهدي(عج) العالمية تتضمن كل ما يصل بالانسانية الى أعلى مراتب الرقي وعلى كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية أي أن هذه الحكومة توفر كل ما يحتاجه الانسان من متطلبات ومستلزمات وبشكل مثالي لم يكن معهوداً من قبل وبذلك تخلد الانسانية الى الدعة والأمن بعد رفع الظلامات التي كانت ترزح الانسانية تحت نيرها في ظل الحكومات السابقة والأنظمة السياسية بمختلف مسمياتها.

المراسلة: الهام مؤذني

captcha