ایکنا

IQNA

وزير الأوقاف المصري: الإسلام حريص على تعليم الإنسان القيم الراقية

16:40 - January 12, 2022
رمز الخبر: 3484274
القاهرة ـ إکنا: قال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف المصري إن الإسلام دين الفطرة السليمة، حيث يقول سبحانه:"فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ الله الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ الله ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ"(الروم: 30).

 وأكد وزير الأوقاف المصري أنه لا شك أن الإسلام قائم على كل ما ينمي الذوق، ويرسخ القيم الإنسانية السوية، ويسهم في تكوين الرقي الشخصي والمجتمعي، وينشر القيم الحضارية، ويؤدي إلى تأصيلها وتجذيرها في نفوس الناس جميعاً.

وتابع: لا شك أيضاً أن للمرء من حياته ما تعود، فإذا ما تعود الإنسان على التحضر والرقي فيما بينه وبين نفسه صار ذلك سمة وسجية وطبعاً له فيما بينه وبين الناس، أما إذا حافظ الإنسان على مظاهر التحضر أمام الناس وخالف ذلك فيما بينه وبين نفسه دخل في باب النفاق النفسي والاجتماعي وما يعرف بانفصام الشخصية، وربما خانه طبعه وما تعوده من مخالفة الذوق والرقي في خلوته فبدا ظاهراً جليًاً عفوياً، ولو بدون قصد فيما بينه وبين الناس.

وتابع الوزير، في كلمة له على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك، أنه ومن هنا كان حرص الإسلام على تعليم الإنسان القيم الراقية وتعويده عليها منذ نعومة أظافره سواء فيما بينه وبين نفسه أم فيما بينه وبين الناس، وهذا نبينا (ص) عندما يرى صبيًّا تطيش يده في إناء الطعام، فيعلمه ويوجهه بما يهذب ذوقه وطبعه، فيقول (ص) "يَا غُلَامُ ، سَمِّ الله وَكُلْ بِيَمِينِكَ وَكُلْ مِمَّا يَلِيكَ " (متفق عليه)، سواء أكان ذلك فيما بينه وبين نفسه أم حال مشاركته الناس طعامهم ، ويقول (ص): " أَغْلِقُوا الْبَابَ وَأَوْكِئُوا السِّقَاءَ وَأَكْفِئُوا الْإِنَاءَ أَوْ خَمِّرُوا الْإِنَاءَ وَأَطْفِئُوا الْمِصْبَاحَ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَفْتَحُ غَلَقًا وَلَا يَحِلُّ وِكَاءً وَلَا يَكْشِفُ آنِيَةً".

على أن في قوله (ص): " وَأَطْفِئُوا الْمِصْبَاحَ " ما يشير إشارة واضحة إلى ضرورة ترشيد الطاقة، وقد نهى (ص) عن الإسراف سرًّا وعلنًا، خلوًّا أو مجتمعًا ، مما يؤصل في نفس الإنسان ثقافة الترشيد والبعد عن الإسراف والتبذير.

هذا وقد نجد بعض الناس هاشًّا باشًّا بين الناس بحيث يغبطه من لا يعرف حقيقته، فإذا ما عاد إلى أهل بيته لبس ثوباً آخر، وجلداً آخر، وبدا بوجه آخر يتناقض تماماً مع ما يعرف به بين الناس من البشاشة وطلاقة الوجه بحيث يقف القاعد ويسكت الناطق من أبنائه وأهل بيته خوفًا لا أدباً.
 
مضيفاً انه ومع تأكيـدنـا أن الإنسـان إذا مـا هذب ما بينـه وبين نفسـه وسيطـر عليها طواعية، مراقبة لله عز وجل واحتراماً لذاته كان أكثر سيطرة عليها وأملك لزمامها بين الناس وفي المناسبات العامة، إضافة إلى أن هذا النوع من الأدب يعد في أعلى درجات الرقي الإنساني، لشدة احترام الإنسان لنفسه أولاً، أما إذا لم يلتزم الإنسان كريم الخصال بينه وبين نفسه فإنه لن يملك زمامها كل الوقت في بينه وبين الناس، فالطبع يغلب التطبع، وليس الجمال كالتجمل ، مما قد يكشف حقيقته ويعرضه لمواقف محرجة فيما لا يحب أحد أن يحرج فيها.

المصدر: بوابة أخبار اليوم 

captcha