ایکنا

IQNA

عالم دين لبناني لـ"إکنا":

معرض "صحف" القرآني في لبنان يهدف إلى ربط الناس بكتاب الله

8:57 - July 03, 2022
رمز الخبر: 3486682
بيروت ـ إكنا: صرّح عالم الدين اللبناني وأمين سر مجلس الأمناء في تجمع العلماء المسلمين في لبنان ومؤسس معرض "صحف" القرآني في لبنان "سماحة الشيخ علي حسن خازم" أن هذا المعرض يهدف إلى ربط الناس بكتاب الله، مؤكداً أن المصحف يجب أن يكون محفوظاً في الصدور ومصدراً لاي إبداع.

وأجرت مراسلة وكالة "إكنا" للأنباء القرآنية الدولية في لبنان الإعلامية "ريما فارس" حواراً مع سماحة الشيخ "علي حسن  خازم" حول معرض "صحف" القرآني أو متحف "صحف" القرآني.

وقال الشيخ خازم إن معرض صحف القرآني  هو من إنتاج جمعية مركز "صحف" لحفظ التراث القرآني والكتابي وهذه الجمعية  تأسست على ضوء المعرض القرآني المتنقل والذي بدأ في عام 2018 م، بافتتاح رسمي تم في قصر "الأونسكو" في بيروت وكان انطلاقة لسلسة من المعارض بلغت 7 معارض في أنحاء المناطق اللبنانية، وكان الهدف من جعله معرضاً متنقلاً هو إيصال الثقافة المصحفية الى أوسع شريحة من أبنائنا المسلمين في لبنان.

وأشار الى أن المعرض القرآني هو الأول في لبنان من حيث تعدد أقسامه الموجودة، هناك معارض أخرى تقتصر فقط على المصاحف الخطية أو على بعض الكتب لكن في متحف "صحف" القرآني يوجد ما يقارب 20 قسماً يتوزع فيها المصاحف والأدوات الخاصة بكتابة المصاحف،  والمقصود من هذا المتحف هو نشر الثقافة المصحفية وإعادة  الناس الى التعرف على المصحف الشريف ككتاب من جهات متعددة وليس فقط  من الجهة القرائية التعبدية وانما ليتعرفوا على الخط كيف تطورت كتابته عبر التاريخ، وكيف أضافت الشعوب الإسلامية الى هذا النص المقدس أنواع ثقافتها الفنية من خلال التنوين والزخرفة والتذهيب.

وأوضح أن هذا المعرض يضم مجموعة كبيرة من المصاحف من مختلف أنحاء العالم الإسلامي سواء كانت خطية أو مطبوعة حيث تنعكس فيه الروح الفنية للشعوب والدول الإسلامية هذه نقطة من النقاط وأيضاً من النقاط التي يتميز فيها المعرض وجود النسخ النادرة والمميزة من جهات مختلفة مثل مصاحف القراءات وهي مصاحف مكتوبة على القراءة التي تنسب اليها فمثلاً عندما نتحدث عن قراءة "ورش" ورواية "قالون" أو غيرها  لابد أن تكون كتابة المصحف على هذه القراءة والرواية عادة توجد مصاحف يشار في حاشيتها الى قراءة مختلفة في اللفظ اكثر من الكلمة لكن نحن حرصنا على إيجاد نفس الأصول والقراءات والروايات ومن جملة المصاحف المميزة هي مجموعة المصاحف التي طبعت بطريقة صف الحروف الرصاصية هذه مجموعة نادرة في العالم الإسلامي ومن المطبوعات أيضاً طريقة إخراج المصحف على عمود وحد أو أكثر من عمود يوجد عندنا  نماذج  منها وطريقة إبراز الآيات ما يعرف بالمصاحف الألفية أو مصاحف الواو وما اليها من أنواع ابدع فيها المسلم بالفن والتخطيط والزخرفة  عبر العصور.

وتابع  الحديث عن المعرض بقوله يطول الشرح لأن لكل قطعة في المعرض لها قصتها وسيرتها.

 وأشار الى أن الجانب الآخر من المتحف هو متحف الكتابة والوراقة وقد أوجدنا فيه نماذج من المصحف الشريف الذي كان موجوداً في زمن النبي (ص) وكنا نقرأ عنه في تاريخ  أنهم كانوا يكتبون الآيات القرآنية على الجلد الملون، وعلى رق الغزال الملون، وعلى أكتاف الإبل، بالنسبة للمشاهد القراءة تختلف عن المشاهدة الملموسة بحوامل النص القرآني، إضافة إلى أدوات الكتابة المصنوعة من القصب.

وصرّح أن الأقلام والمحابر والريشة الحديدية والمقالم النحاسية المختلفة من دول متعددة  وهناك قسم أيضاً من متعلقات المصحف مثل حوامل المصحف المتعددة من عدة بلدان وتشمل الشام واندونيسيا والعراق وايران ومصر، والهند وباكستان وجد فيها إبداع  الفنان المسلم وهناك نماذج من الاقسام الموجودة قسم أدوات الإستشفاء وجمعت  من عدة دول  (كملعقة الشفاء) من مصر  (الزجاج المحفور) من إيران (طاسة الرعبة) من الشام وأيضاً فلسطين.

 وقال إن هناك أقسام تصل عددها الى 20 قسماً ثابتاً ونماذج يمكن وضعها تحت عناوين مختلفة مثل مصاحف خططتها النساء هذه المجموعة يمكن وضعها تحت عنوان مصاحف نسائية أو مصاحف يذكر فيها تحت أي خط كتبت في الأقسام الثابتة ويمكن وضعها تحت عنوان مصاحف الخطاطين لكن عندما نريد أن نقوم بأي عمل تنشيطي  نضع مصاحف النساء في ركن خاص كذلك المصاحف التعليمية وكذلك علوم القرآن والمخطوطات والتفسير والكشافات والفهارس. العناوين كثيرة ونسأل الله عز وجل أن يهيأ لنا طريقة للعرض أوسع وأشمل بحيث نستكمل كل هذه الاقسام.
عالم دين لبناني يصرّح أن المصحف يجب أن يكون محفوظاً في الصدور
وفي سؤاله عن كيف استطاع الحصول على هذه الثروة الثمينة من المخطوطات والنسخ المتعددة والأدوات، قال: "طبيعة عملي كان السفر بين البلدان ومن جملة اهتماماتي جمع المصاحف وكنت كلما أصل إلى بلد  أطلب نسخة من مصاحف البلد لان في لبنان لا يوجد نسخ للمصحف كلها طباعة لخطاطين من  مصر وتركيا،  مثلاً  استطعت أن أحصل على القرآن من إندونیسيا وباكستان بخط منسوخ من الخطاط نفسه وهناك قسم من الموجودات عندما بدأت بمشروع المعرض عام 2018 م تواصلت مع عدد من تجار "الأنتيكا"وشرحت لهم الفكرة وطلبت منهم أن يأمنوا لي كل ما يتعلق بأدوات الكتابة وكل ما يتعلق بالمصاحف فكان كلما يتأمن لديهم نماذج  يتصلون بي  وكنت أبادر الى الشراء منهم وأيضاً كذلك بالنسبة  للمصاحف والمخطوطات اشتريت بعضها من سوق العتق في "بيروت".

وأشار سماحة الشيخ أن الجمع الشخصي بدأ عنده من تاريخ 1970 للميلاد متابعاً عندي مقلمة نحاسية لجد جدي عندما كنت صغيراً أخذتها  واحتفظت بها فالجمع الشخصي عندي كبير وكله يتعلق بالقرآن الكريم وأدواته وهذا يعود إلى فرز المقتنيات وضمها ولا أنسى أيضاً في المعارض المتنقلة عندما كانوا يشاهدون المعرض كان الزائر إذا كان لديه نسخة قديمة من القرآن أتى بها وأعطاني إياها وهكذا زاد قسم المخطوطات بشكل  وزادت معه المصاحف أما الاقسام الأخرى فكانت بالشراء من لبنان وخارج لبنان وكنا نكلف بها بعض المغتربين في الدعم والشراء.

وفي سؤاله عن الهدف من معرض "صحف" القرآني، أشار الشيخ علي حسن خازم الى أن الهدف من المعرض هو ربط الناس بكتاب الله من مدخل الجمالية للقرآن الكريم حيث نريد أن نخطف الناس من الابصار الى التدبر.

وصرّح أنه بالنسبة للأمة الاسلامية أن أهم عنصر مرئي للمسلمين هو القرآن حيث عندما ينظر الزائر إلى هذه النماذج المختلفة وتصاوير النص القرآني يقدّر مدى الإبداع الذي بذله المصمم في ذلك  مثال: مصحف "الألفي" الذي تمكن الخطاط من  وضع الألف مع بدء كل  سطر من آياته، و هذا يدل على إحتراف الخط وحفظه للقرآن واختياره أين يقف في آخر السطر لتكون الكلمة في أول السطر بنفس حرف الألف إلى أن هذا القرآن يجب أن يكون محفوظاً في الصدور  وأن يكون مصدراً لأي إبداع ولسدّ أي حاجة سواء كانت روحية أو جسدية أو إجتماعية وكشف ابداع هؤلاء وإبقاء الخصوصية يعني كل مجتمع له خصوصيته الفنية أنا أريد من مجتمعاتنا الاسلامية أن تحافظ على خصوصيتها الفنية ومثال على ذلك الكتابة القرآنية التركية المنسوخة تختلف عن الكتابة القرآنية الايرانية المنسوخة وهذا التنوع داخل العالم الاسلامي يجب أن يكون مصدراً غنياً للكتابة لها رونقها وجمالها  الخاص وتنوعها عن بقية الخطوط  وأيضاً المصاحف في الباكستان والهند مختلفة وأن يصل المتحف الى كل العالم وليس فقط في لبنان.

وفي ختام حديثه تكلم عن أمنيتين، الأمنية الاولى أن يوفق بمبنى خاص لمتحف "صحف" القرآني يوجد فيه قوانين وقواعد متحفية للعرض والحفظ، مضيفاً أن أحد زوار  المعرض كانت ملاحظته أن متحف "صحف"  لا يقل أهميته عن المعارض التي تقام في أوروبا وقدّم لي  نصيحته أن المتحف يحتاج الى مساحات أكبر وأجهزة وخزائن للعرض مع إضاءة".

وأشار الى  الأمنية الثانية، قائلاً: إنه یتمنى أن يتحول هذا المتحف الى متحف إفتراضي وهذا أيضاً نعمل عليه بحيث إننا إذا عجزنا  عن بناء متحف واقعي نؤسس متحفاً افتراضياً نستطيع من خلاله أن نأخذ كل قطعة ونتحدث عنها ونصورها بأبعاد مختلفة ونفتح المجال لزيارة المتحف الافتراضي في كل  انحاء العالم الإسلامي.

أخبار ذات صلة
captcha